مستشفى الحسن الثاني بأكادير… إصلاحات محدودة وانتظارات كبرى

مستشفى الحسن الثاني بأكادير… إصلاحات محدودة وانتظارات كبرى

ahdatsouss2 ahdatsouss218 سبتمبر 2025آخر تحديث : منذ 4 ساعات

أحداث سوس

بين تعاقب المدراء وإكراهات الميزانية، ووعود وزارية تبعث على الأمل

على مدى سنوات طويلة، ظل المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير يراوح مكانه بين تعاقب المدراء بقرارات إعفاء وتعيين، دون أن يطرأ تغيير جوهري على المشكلات البنيوية التي تؤرق المرضى والأطر الصحية على حد سواء.

من أبرز مظاهر هذا الوضع قاعة الملاحظة بمصلحة المستعجلات، التي تحولت إلى رمز لمعاناة المرضى. فالكثيرون يمكثون فيها أيامًا، بل أحيانًا أكثر من أسبوع، في انتظار قرار التحويل إلى أحد الأقسام الاستشفائية. وبين خيار المغادرة دون استكمال العلاج أو مواجهة الموت قبل تلقي الرعاية اللازمة، يبقى المريض هو الحلقة الأضعف في معادلة الصحة بالجهة.

في المقابل، يذكر المتتبعون خطوة جريئة اتخذها الدكتور عبد العزيز الريماني خلال فترة تعيينه مديرًا جهويًا، حين ألغى قاعة الملاحظة السابقة (بلوك 11) وألزم ناقلي المرضى (بونكرضاج) بإيصال كل مريض مباشرة إلى وجهته الطبية. هذا القرار أسهم في الحد من استغلال بعض “السلايتية” لمعاناة المرضى للربح غير المشروع، كما جرى ضم القاعة إلى مصلحة الإنعاش، ما رفع من طاقتها الاستيعابية.

غير أن الإشكال أعمق من تدبير إداري؛ فالمستشفى الجهوي يقوم عمليًا بأدوار ثلاثة مستويات: مستشفى القرب، والإقليمي، والجهوي و الجامعي، بينما لا يتوفر إلا على ميزانية مستشفى إقليمي. وهنا يبرز التساؤل: لماذا لا يتم تعزيز إقليم أكادير إداوتنان أولًا بخدمات صحية تليق به، مثل مستشفيات القرب في بانزا وتكيوين، إلى جانب مستشفى إقليمي، قبل التفكير في إعادة تأهيل المستشفى الجهوي الحسن الثاني؟ تقوية الإقليم بالخدمات الأساسية سيقرب الرعاية من المواطنين، ويخفف الضغط على المستشفى الجهوي، ليتمكن الأخير من التركيز على مهامه كفضاء استشفائي جهوي، بالتوازي مع تفعيل المستشفى الجامعي.

وسط هذه التحديات، حملت الزيارة الأخيرة لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، السيد أمين التهراوي، جرعة أمل لساكنة سوس ماسة. فرغم أنه ليس من أبناء القطاع، إلا أن تفاعله الميداني كان ملموسًا، إذ جرى تزويد المستشفى بأدوية جديدة، وتوفير جهاز سكانير لتعزيز الخدمات التشخيصية. كما استمع لشكايات المرتفقين، وتكفل ببعض الحالات الحرجة، وقدم واجب العزاء لأسر فقدت ذويها. والأهم أنه أمر بلجان مركزية للتحقيق في ملفات مثيرة للجدل، و إحالتها على النيابة العامة، إضافة إلى تدخله العاجل لتحويل طفلة نحو المستشفى الجامعي بمراكش.

وبين واقع مأساوي يحتاج لإصلاح هيكلي، وخطوات وزارية تبعث على الأمل، يبقى السؤال مفتوحًا: متى يتحول مستشفى الحسن الثاني بأكادير من عنوان للمعاناة إلى صرح صحي يليق بساكنة جهة سوس ماسة؟

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *