سعد الدين بن سيهمو
تفجّرت في الأيام الأخيرة فضيحة سياسية غير مسبوقة، بعدما كشف شهود من داخل الساحة الحزبية عن تداول بطاقات انخراط “مشبوهة” باسم حزب سياسي بداء الحملة الانتخابية مبكرة ، كان قد أوهم نفسه، ومعه بعض أتباعه، بأن الطريق نحو المقعد البرلماني سالك وبأريحية تامة.
مصادر متطابقة أكدت أن بعض المناضلين المحسوبين على هذا الحزب، مدعومين من طرف موردين مقربين، انخرطوا في عملية توزيع بطاقات انخراط على المواطنين، في محاولة لإظهار حجم حضور الحزب وقوته التنظيمية ، غير أن التحقيقات الأولية وشهادات مطلعين أوضحت أن تلك البطاقات مزورة ولا تمت بصلة إلى الحزب على المستوى الرسمي.
وحسب ما صرح به شاهد عيان من “أهل مكة”، فإن البطاقات التي يتم الترويج لها تفتقد إلى التوقيع الرسمي للأمانة العامة، ما يجعلها مجرد أوراق بلا قيمة تنظيمية ولا سياسية، مؤكدا أن أي بطاقة لا تحمل هذا التوقيع تعتبر “باطلة” و”لا أساس لها من الصحة”.
هذا التطور يضع قيادة الحزب ، أمام مساءلة سياسية وأخلاقية، إذ كيف يمكن لحزب يطمح إلى كسب ثقة الناخبين أن يبدأ مساره بتسويق بطاقات مشبوهة وممارسة أساليب تضليلية؟.
ويرى متتبعون أن مثل هذه الممارسات تضرب في العمق مصداقية العمل الحزبي، وتؤكد أن بعض التنظيمات السياسية الناشئة ما تزال أسيرة منطق الحسابات الضيقة، بدل الانخراط في منافسة نزيهة تقوم على البرامج والمشاريع الواقعية.
وفي انتظار توضيحات رسمية من قيادة الحزب المعني، يظل السؤال المطروح بإلحاح : هل نحن أمام مجرد تجاوز فردي، أم أن الأمر يعكس منهجية كاملة في التعامل مع المواطنين كأرقام انتخابية يمكن التلاعب بها؟