أحداث سوس
شهد المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، المعروف لدى ساكنة المدينة بـ”مستشفى الموت”، صباح اليوم وقفة احتجاجية حاشدة، عبّر خلالها المواطنون عن غضبهم العارم من الوضع الكارثي الذي يعيشه هذا المرفق الصحي.
المحتجون رفعوا شعارات نارية تفضح تردي الخدمات، تفشي الوفيات، غياب الأدوية، تأخر المواعيد الطبية لشهور، وانعدام أبسط شروط الرعاية الصحية. المواطنون تحدثوا عن معاناة يومية تبدأ من أبواب المستشفى، حيث يُطلب من المرضى شراء المعدات الأساسية: “جيب الخيط.. خلص الحديد.. العملية للعام الجاي.. الطبيب ما كاينش.. السكانير خاسر!”
الروائح الكريهة تنبعث من الأروقة، الأطر الصحية غائبة، والمواطنون بين الحياة والموت ينتظرون رحمة القدر بدل رحمة التطبيب.
الوقفة عرفت تواجداً أمنياً مكثفاً للقوات العمومية والأمن الوطني، فيما حضر عشرات المرضى بأجسادهم المنهكة ليحكوا قصصهم المؤلمة: حالات طارئة لم تجد جهاز السكانير في الخدمة، وأخرى تنتظر العمليات الجراحية منذ أشهر دون أمل قريب.
هل باتت صحة المواطنين آخر اهتمامات المسؤولين؟ ومن يحاسب هذا المستشفى الذي تحوّل إلى محطة عبور نحو المقابر؟
