في الوقت الذي كان من المنتظر أن تعرف فيه مدينة أكادير حركية سياحية نشيطة خلال موسم الصيف، خاصة بعد التحسن النسبي في البنية التحتية والترويج للمدينة كوجهة شاطئية مفضلة، طفت على السطح سلسلة من الحوادث المؤلمة والمؤشرات السلبية التي تهدد صورة المدينة وتنذر بتراجع مخيف في جاذبيتها السياحية.
ففي أقل من أسبوع، شهدت أكادير حادثة سقوط سيدة من شرفة فندق بمنطقة صونابا، في ظروف ما زالت ملابساتها محل تحقيق، بالإضافة إلى حادثة دهس جماعي بمدخل مارينا، واحدة من أبرز النقاط السياحية بالمدينة، أسفرت عن إصابات متفاوتة الخطورة.ناهيك عن تداول خبر وفاة فتاة داخل مسبح فندق، ما أعاد التساؤلات حول شروط السلامة الصحية والوقاية داخل المرافق السياحية.
وتزامنًا مع هذه الحوادث، سجل الزوار والسكان على حد سواء ارتفاعا مهولا في الأسعار، سواء في التغذية والإيواء أو النقل أو الخدمات، دون وجود رقابة واضحة أو تدخل لحماية القدرة الشرائية، وهو ما دفع العديد من السياح المحليين إلى مغادرة المدينة مبكرا أو تغيير وجهاتهم نحو مناطق أخرى.
القطاع السياحي في أكادير يعيش وضعا هشا، والأحداث الأخيرة تؤثر بشكل مباشر على سمعة المدينة، تحتاج إلى تدخل عاجل من المجلس الجماعي الذي يرأسه عزيز اخنوش رئيس الحكومة المغربية والسلطات الولائية لتأهيل الفضاءات، ومراقبة الجودة، وضمان سلامة الزوار، إذ لا يكفي الترويج بل يجب أن يشعر السائح بالأمان والاحترام.
إن هذه المؤشرات لا يجب أن تقرأ بشكل معزول، بل كجرس إنذار يوجب إعادة النظر في آليات التدبير السياحي بالمدينة ومساءلة المسؤولين عن غياب المراقبة واللامبالاة خصوصا في ظل الارتفاع الكبير لعدد الوافدين خلال العطلة الصيفية.
فمدينة أكادير بتاريخها وموقعها ومؤهلاتها تستحق أكثر من صور ترويجية موسمية بل إنها في حاجة إلى سياسات واقعية تراعي الجودة، السلامة، والكرامة الإنسانية.