بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، تشهد مدينة القليعة يوم الأحد 21 شتنبر 2025 مبادرة اجتماعية وصحية متميزة، حيث تنظم جمعية الأمل لمرضى السكري بالقليعة، بشراكة مع جماعة القليعة واتحاد جمعيات داء السكري بجهة سوس ماسة، وبتأطير من الجامعة المغربية لداء السكري، صبحية تحسيسية حول موضوع “المدرسة والسكري”، وذلك بفضاء المعرض بحي الجنانات.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء في سياق الاهتمام المتزايد بالصحة المدرسية وضرورة مواكبة الأطفال المصابين بالسكري، خاصة مع انطلاقة موسم دراسي جديد يحمل في طياته تحديات متعددة للأسر والتلاميذ على حد سواء. فمرض السكري من الأمراض المزمنة التي ترافق الطفل طيلة حياته، وتحتاج إلى متابعة دقيقة وتعاون مستمر بين الأسرة، المدرسة، والجهاز الصحي، حتى يضمن الطفل تعليمه في ظروف سليمة وآمنة.
البرنامج الذي أعدته اللجنة المنظمة يتضمن عدة فقرات تحسيسية وتوعوية، تهدف إلى تمكين التلاميذ المصابين بالسكري وأولياء أمورهم من التعرف على كيفية التعايش السليم مع المرض داخل الوسط المدرسي. كما يسعى إلى إذكاء وعي الأطر التربوية بأهمية إدماج هؤلاء الأطفال في الأقسام الدراسية، وتوفير الدعم النفسي واللوجستي اللازم لهم، بما يسمح بتفادي أي مضاعفات قد تنجم عن الجهل بطرق التعامل مع داء السكري.
وفي هذا الصدد، أكد منظمو المبادرة أن الهدف الأساسي من هذه الصبحية هو جعل المدرسة فضاء آمنا وصديقا للأطفال المصابين بداء السكري، والتأكيد على أن الحق في التعليم لا ينفصل عن الحق في الصحة. ومن المنتظر أن تعرف التظاهرة حضور أطباء مختصين، وأساتذة باحثين، إلى جانب ممثلين عن جمعيات المجتمع المدني وأسر الأطفال المستفيدين.
كما سيُفسح المجال لشهادات حية لأطفال مصابين بالسكري وأولياء أمورهم، قصد تقاسم التجارب والتحديات اليومية، وهو ما سيعزز الجانب التواصلي والتفاعلي للحدث، ويجعله أكثر قربا من هموم المستفيدين المباشرين.
وتشكل هذه المبادرة محطة مهمة ضمن سلسلة من الأنشطة التي دأبت جمعية الأمل وشركاؤها على تنظيمها، بهدف نشر ثقافة الوعي الصحي والتربية على الوقاية، خصوصا في أوساط الناشئة. وهو ما يعكس، في نهاية المطاف، التزاما جماعيا من مختلف المتدخلين لتعزيز قيم التضامن، وضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ، بغض النظر عن وضعهم الصحي.
إن انعقاد هذه الصبحية التحسيسية بالقليعة يعكس وعيا متناميا بأهمية التفاعل بين قطاع التربية والتكوين وقطاع الصحة، ويدعو إلى المزيد من الانفتاح على قضايا الطفولة التي تحتاج إلى اهتمام خاص، حتى يتمكن كل طفل من متابعة مساره الدراسي في أجواء طبيعية، ويحقق أحلامه دون أن يشكل المرض عائقا أمام طموحاته المستقبلية.