تتعاظم موجة الغضب الشعبي ضد تردي الخدمات الصحية في المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، أكبر مؤسسة طبية في جهة سوس ماسة، بعدما تحولت الشكاوى من منصات التواصل إلى تحركات احتجاجية أمام أبواب المستشفى.
يعاني المرضى الوافدون، الذين يأتون من مختلف مناطق الجنوب، من انتظار طويل لإجراء الفحوصات والعمليات الجراحية، حيث تواجه المؤسسة نقصاً حاداً في الأطباء الاختصاصيين والجراحين. الوضع زاد تعقيداً مع نفاد مخزون مواد التخدير والإنعاش منذ يوليوز، مما أدى إلى تعليق معظم العمليات المجدولة والاكتفاء بحالات الطوارئ، وتسبب في وفاة عدة مرضى بينما كانوا ينتظرون تدخلات طبية عاجلة.
مصادر داخل المستشفى كشفت أن المشاكل هي في جوهرها إدارية وتنظيمية، بالإضافة إلى الضغط الهائل على الطاقم الطبي نتيجة لقلة الموارد البشرية وتأخر التجهيزات الحيوية. هذا النقص أثّر بشكل مباشر على سير العمليات الجراحية، حيث تم تأجيل جملة منها، ما أثار غضب المرضى ومرافقيهم الذين يعانون من الإحباط بسبب تأخير العلاج وفقدان الأمل.
تزامناً، أكد بعض الأطباء أن تعليق العمليات لا يعود لأي تقصير منهم، بل نتيجة الغياب التام لوسائل التخدير التي تمنعهم من العمل، لأن نجاح أي عملية جراحية يعتمد بشكل كلي على دور طبيب التخدير.
الوضع المتأزم بالمستشفى يعكس أزمة صحية حقيقية تستدعي تدخل السلطات المختصة لضمان توفير الموارد الضرورية حماية لحياة المرضى وكرامتهم، ويطرح تساؤلات حول آليات التسيير وإمكانية تطوير خدمات هذه المؤسسة الحيوية في مستقاحتقان وتذمر في المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير بسبب تدهور الخدمات الطبيةبل قريب.
