سعد الدين بن سيهمو
يعيش حزب الحركة الشعبية بإقليم اشتوكة آيت باها ، على وقع اهتزازات داخلية غير مسبوقة ، مباشرة بعد تعيين المنسق الإقليمي الجديد، الذي كان من المنتظر أن يُعيد ترتيب البيت الحركي بالإقليم ، ويضخ دماءً جديدة في شرايينه التنظيمية، لكنه، حسب ما يروج داخل الأوساط السياسية المحلية، تسبب في موجة استقالات وتصدعات تنظيمية تهدد استقرار الحزب ومكانته داخل المشهد الحزبي الإقليمي.
آخر فصول هذا الانقسام تمثلت في الفشل الذريع للمؤتمر الإقليمي لشبيبة الحزب المنعقد بسيدي بيبي ، حيث سجل غياب لافت لعدد من المناضلين والوجوه التنظيمية التي سبق لها أن ساهمت في بناء هياكل الحزب بالمنطقة.
هذا المؤتمر، الذي كان من المفروض أن يكون فرصة لتوحيد الصفوف واستقطاب الطاقات الشابة، انتهى بحضور باهت وشبه مقاطعة من قيادات محلية، مما كشف عن حجم الهوة والتباعد بين القاعدة والمنسقية الجديدة.
ويشير متتبعون إلى أن الحزب كان، قبل فترة قصيرة، يعيش دينامية نسبية ساهمت في استقطاب عدد كبير من المتعاطفين والمنخرطين، لكن ما يعيشه اليوم من ارتباك تنظيمي وغياب الانسجام الداخلي، يعكس انزلاقًا واضحًا عن المسار الذي راهن عليه مناضلو الحزب، خصوصًا في سياق الاستعداد للاستحقاقات المقبلة.
ومن طرائف الوضع داخل الحزب، أن بعض المقاهي الشعبية ، والتي أصبحت منابر سياسية غير رسمية ، تتداول بثقة مفرطة تصريحات بعض الوجوه الحزبية المحسوبة على القيادة الإقليمية، والتي تتحدث عن “ضمان المقعد البرلماني مقدما”، في وقت يُجمع فيه الرأي العام المحلي على أن الحزب فقد الكثير من بريقه وشعبيته بالإقليم، وأنه بات في حاجة إلى مراجعة شاملة لخطابه، تنظيمه، وأولوياته.
في ظل هذا السياق المتأزم، تبقى الأسئلة معلقة:
هل يستطيع حزب أوزين استدراك الوضع قبل فوات الأوان؟
أم أن هذه التصدعات هي بداية نهاية الحضور الحركي داخل إقليم اشتوكة آيت باها؟
الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.