أحداث سوس
لا تزال المهازل الصحية تتوالى على مستشفيات جهة سوس ماسة، إذ شهد المستشفى الإقليمي بإنزكان الأحد الماضي واقعة جديدة أثارت موجة من التساؤلات والاستياء. فقد توجهت سيدة حامل إلى قسم الولادة بالمستشفى المذكور، حيث وضعت مولودها بعملية طبيعية، غير أن فرحتها لم تكتمل بعدما أصيبت بنزيف حاد عقب الولادة.
وبسبب خطورة حالتها، جرى نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، الذي ارتبط اسمه في الآونة الأخيرة بانتقادات واسعة وتوصيفات قاسية وصلت حد نعته بـ”مستشفى الموت” نتيجة تعدد حالات الإهمال والكوارث الطبية المبلغ عنها.
هذه الواقعة تطرح مجدداً سؤال المسؤولية: لماذا عجز مستشفى إنزكان، وهو مؤسسة صحية كبيرة، عن التدخل الفوري لإنقاذ حياة السيدة؟
هل يعود السبب إلى غياب قسم الإنعاش أو ضعف تجهيزاته؟ أم أن المشكلة أعمق، وتتعلق بضمير مهني غائب وإدارة عاجزة عن توفير أدنى شروط الرعاية الطبية العاجلة؟
إن استمرار تحويل الحالات الحرجة من مستشفى إلى آخر في ظروف كهذه، يشكل مجازفة غير مبررة بحياة المواطنين، ويؤكد الحاجة الملحة لإصلاح حقيقي وعاجل يضع صحة الأمهات والمواليد في صدارة الأولويات.
