الصراع السياسي بإقليم اشتوكة أيت باها… الحرب بالوكالة نموذج سيدي بيبي وآيت عميرة

الصراع السياسي بإقليم اشتوكة أيت باها… الحرب بالوكالة نموذج سيدي بيبي وآيت عميرة

ahdatsouss04 ahdatsouss0418 أغسطس 2025آخر تحديث : منذ 20 ساعة

سعد الدين بن سيهمو

يشهد إقليم اشتوكة أيت باها منذ أشهر احتقانًا سياسيًا متصاعدًا، يتخذ أشكالًا متعددة من المواجهة، ويتجلى بوضوح في جماعتي سيدي بيبي وآيت عميرة. فهنا، تدور “حرب بالوكالة” بين أطراف سياسية متنافسة، توظف الإعلام، الجمعيات، والمجالس المنتخبة لتصفية حسابات انتخابية قبل الأوان، في مشهد يعكس حجم التوتر الذي يعيشه المشهد المحلي.

حرب مواقع بغطاء تنموي

رغم أن الشعارات المرفوعة غالبًا تنموية، فإن خلف الكواليس، الهدف الأساس هو بسط النفوذ على مفاصل القرار المحلي ، مشاريع السوق الأسبوعي، الحي الصناعي، أو حتى مهرجانات محلية تتحول إلى أوراق ضغط، حيث تُضخَّم الإخفاقات وتُستثمر لتعزيز خطاب المعارضة، بينما يتم تلميع أي إنجاز يخدم أجندة الأطراف المسيطرة.

سيدي بيبي… الصراع على البوابة الساحلية

في سيدي بيبي، يتحول الموقع الاستراتيجي القريب من الشريط الساحلي إلى نقطة جذب للتجاذبات السياسية، هنا تتداخل ملفات تدبيرية كالسوق الأسبوعي، البنية التحتية، ومشاريع الحي الصناعي مع أجندات انتخابية غير معلنة ، وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المحلية أصبحت ساحات يومية لتبادل الرسائل المبطنة، وإشعال الجدل بين أنصار الفرقاء السياسيين.

آيت عميرة… قضية لوفيس تكشف عمق الأزمة

في آيت عميرة، بلغ الصراع ذروته مع قضية لوفيس، المستشار الجماعي الذي جُرّد من عضويته بقرار قضائي من المحكمة الإدارية الابتدائية بأكادير، بعد معركة قانونية حظيت بمتابعة إعلامية واسعة، القضية لم تكن مجرد إجراء قانوني، بل تحولت إلى ساحة مواجهة مفتوحة، حيث استغل كل طرف الملف لتصفية حساباته مع الآخر ، نصار لوفيس اعتبروا القرار استهدافًا سياسيًا لشخصية معروفة بانتقاداتها الحادة، خصوصًا في ملف الحي الصناعي، الذي اتهم فيه علنًا بعض المستفيدين بـ”الفساد” واستغلال النفوذ.

تضارب المصالح… وقود إضافي للصراع

إلى جانب قضية لوفيس، تشهد آيت عميرة جدلًا متصاعدًا حول تضارب المصالح، خاصة حينما يجمع بعض المنتخبين بين مواقع المسؤولية في الجماعة وإدارة مؤسسات تستفيد من دعمها المالي. هذه الوضعية تثير شبهة استغلال المنصب لخدمة المصالح الخاصة، وتوفر مادة خصبة للهجمات الإعلامية المتبادلة.

الحرب بالوكالة… رسائل انتخابية قبل أوانها

المثير أن أغلب هذه المواجهات لا تتم بشكل مباشر، بل عبر “وكلاء” سياسيين وإعلاميين، يشنون المعارك بالنيابة عن الأطراف الرئيسية، في ما يشبه البروفات الانتخابية قبل موعد الاستحقاقات الرسمية ، هذه الدينامية، وإن منحت المتصارعين مساحة مناورة، فإنها عمّقت فقدان الثقة لدى المواطنين، وأخرت إنجاز مشاريع تنموية حقيقية يحتاجها الإقليم.

من هدا المنطلق يتضح أن الصراع السياسي في اشتوكة أيت باها، من سيدي بيبي إلى آيت عميرة، لم يعد مجرد خلافات تدبيرية، بل تحوّل إلى معارك استراتيجية عنوانها “الحرب بالوكالة”، وبين قضية لوفيس، وتضارب المصالح، والاتهامات المتبادلة، يبدو أن المشهد المحلي مقبل على مزيد من التصعيد الذي قد يعيد رسم الخريطة السياسية للإقليم مع اقتراب الاستحقاقات المقبلة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *