سقوط خطيب مسجد حسان، الأستاذ العربي المودن، رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط، من على منبر الجمعة أثار جدلاً كبيراً بين المتابعين. البعض ربط الحادثة بوضعية التقاعد، متجاهلين أن الكلمة الصحيحة هي “خطيب” وليس بالضرورة “إمام”، وما يصاحب ذلك من تحديات صحية متزايدة بين الأئمة وكبار الخطباء الذين يعانون من أمراض الضغط والسكري وآلام المفاصل وغيرها.
ويرى آخرون أن الواقعة تكشف بشكل جلي ضعف منظومة الدعم والاجراءات التي تحمي هؤلاء العلماء من مخاطر التقدم في السن، خاصة في ظل غياب نظام التقاعد الفعلي الذي كان من المفترض أن ينطلق عام 2025 عبر تعاون وزارة الأوقاف والضمان الاجتماعي. الصبر والالتزام للمسنين منهم رغم المرض يعكس إخلاصاً لا مثيل له، لكنه يطرح سؤالاً هاماً عن جدوى استمرارهم في المهام دون تعويض لائق أو بديل رسمي يحفظ كرامتهم وسلامتهم.
يبدو أن حادثة سقوط المودن ليست فقط سقوط جسدي، بل هي سقوط لم يواكب تطورات الواقع الصحي والاجتماعي لهؤلاء الأئمة، وهو ما يتطلب مراجعة جادة وسريعة. فهل ستقوم الجهات المعنية بتحريك ملف التقاعد وتنظيم أوضاع الأئمة كبار السن قريباً؟ أم ستبقى الحوادث متكررة وحالة الإهدار مستمرة؟