سعد الدين بن سيهمو
في واقعة أثارت الكثير من السخرية بين المتتبعين للشأن المحلي، خرج أحد المنتخبين السياسيين بإقليمنا العزيز عن صمته الطويل، لينشر تدوينة فايسبوكية حملت في طياتها سيلاً من الشتم والانتقاد اللاذع ، تدوينة جعلت الرأي العام يعتقد أن الرجل قد تجرّع “حليب السباع”، وقرر أخيراً كسر القيود والصمت الذي طبع العلاقة بين التوجهين السياسيين المتصارعين.
غير أن المفاجأة لم تتأخر طويلاً ، فبعد أن زال مفعول “حليب السباع”، وأدرك المنتخب خطورة ما دوّن، خرج بتدوينة جديدة يعلن فيها براءته الكاملة من الأولى، مؤكداً أن حسابه تعرض للاختراق، وأنه لا علاقة له بتلك الكلمات “النارية” التي صفق لها بعض المتابعين واعتبروها موقفاً شجاعاً.
التراجع السريع وضع الرجل في موقف لا يُحسد عليه، حيث رأى متتبعون أن “أسطورة الاختراق” باتت ذريعة جاهزة لدى العديد من السياسيين كلما تورطوا في مواقف أو خرجات فايسبوكية مثيرة للجدل ، وبين من صدّق رواية الاختراق، ومن اعتبرها مجرد “حيلة للهروب إلى الأمام”، تبقى الواقعة درساً في أن الشجاعة السياسية لا تُقاس بمنشور فايسبوكي عابر، بل بمواقف ثابتة لا تهتز أمام أول اختبار.
