سعد الدين بن سيهمو
مع اقتراب موعد الاستحقاقات التشريعية المقبلة، تشهد الساحة السياسية بإقليم اشتوكة آيت باها دينامية مبكرة وتحركات لافتة داخل الأحزاب الكبرى، استعداداً لخوض غمار المنافسة على المقاعد البرلمانية الثلاثة المخصصة للإقليم.
ويكاد يكون هناك إجماع، سواء من طرف المتابعين للشأن المحلي أو الفاعلين السياسيين أنفسهم، على أن المقاعد الثلاثة الأولى باتت شبه محسومة لصالح كل من حزب التجمع الوطني للأحرار، وحزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال، وهي تشكيلات حزبية راكمت حضورا قويا خلال الاستحقاقات السابقة، مدعومة بقاعدة انتخابية متجذرة، وتنظيمات ميدانية راسخة، وآلة انتخابية مجربة.
في المقابل، يروج حزب رابع لخطاب مبني على إمكانية “انتزاع” أحد المقاعد، وهي فرضية يرى فيها كثيرون ضربًا من الخيال السياسي في ظل غياب مؤشرات واقعية على الأرض ، فلا الأداء التنظيمي لهذا الحزب ولا حضوره الميداني، ولا حتى نوايا التصويت، توحي بوجود تهديد حقيقي للثلاثي المتصدر.
ويثير هذا “الخطاب الرابع” تساؤلات كثيرة، خاصة وأن نشاط الحزب في الميدان لا يتجاوز ، بحسب مصادر متطابقة ، تنظيم لقاءات محلية يغلب عليها الطابع الاجتماعي أكثر من السياسي، حيث تُستغل الولائم والطاجين وكؤوس الشاي وبعض “الدريهمات” لجمع الحضور ومحاولة خلق جو انتخابي مفتعل، بعيد عن العمل الحزبي الجاد أو النقاشات البرنامجية العميقة.
وفي ظل هذه المعطيات، يرى عدد من المتتبعين أن هذا الحزب لا يمكنه دخول نادي الفائزين بالمقاعد البرلمانية، إلا إذا قررت وزارة الداخلية إضافة مقعد رابع للإقليم ضمن مراجعة محتملة للتقطيع الانتخابي، وهو أمر غير وارد في الوقت الراهن، ما يجعل الحديث عن فوز انتخابي أقرب إلى “وهم مؤجل”.
وفي سياق تطور الخريطة السياسية بالإقليم، يُطرح سؤال ملحّ في الأوساط المحلية:
هل تحدو القيادة الوطنية لحزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة حدوى حزب التجمع الوطني للأحرار، بتزكية وجوه شابة في عملية سلسة لنقل المشعل البرلماني؟
سؤال يكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى التحولات التي يعرفها المشهد الانتخابي المغربي، ووعي فئات واسعة من الشباب بضرورة تجديد النخب، وضخ دماء جديدة في المؤسسات المنتخبة.
الرهان الحقيقي اليوم، حسب المراقبين، يتمثل في قدرة القوى السياسية الجديدة أو الصاعدة على ترسيخ الحضور الميداني، والاستثمار في الثقة الشعبية، والعمل الجاد في ملفات الإقليم، لا الركون إلى أساليب شعبوية موسمية تفتقد للرؤية والامتداد.
وفي انتظار انطلاق الحملة الرسمية، تبقى ملامح الخريطة السياسية واضحة إلى حدود الساعة: ثلاثي حزبي يتقدم بثبات، وآخرون يراهنون على كسر هذا الاحتكار، بين طموح مشروع… وأحلام تُروّج على نغمة الطاجين والوعود.