سعد الدين بن سيهمو
في الوقت الذي يستعد فيه المغاربة للاحتفال بذكريين وطنيتين بارزتين في وجدان الأمة، ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، لفت الانتباه بجماعة سيدي بيبي اقليم اشتوكة ايت باها ، غياب أي أثر لمظاهر الاحتفاء من طرف الجماعة الترابية.
إذ لم تُعلّق اللافتات التي تجسد مشاركة الساكنة في هذا العرس الوطني، وهو ما أثار العديد من علامات الاستفهام.
الحدث يزداد أهمية بالنظر إلى الزيارة المرتقبة لعامل إقليم اشتوكة آيت باها، السيد الحاج محمد سالم الصبطي، الذي سيشرف بهذه المناسبة على تدشين مشروع مهم يتعلق ببناء وتجهيز المستوصف القروي وسكن وظيفي بدوار أيت ميمون، وهو مشروع صحي واجتماعي يدخل في إطار تحسين الخدمات الصحية وتقريبها من المواطنين.
ورغم أهمية هذا الورش التنموي، غابت المبادرة عن الجماعة التي كان يُفترض أن تكون في مقدمة المساهمين في إضفاء الطابع الاحتفالي على المناسبة الوطنية، من خلال التعبير عن الانخراط في مسيرة التنمية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس.
في المقابل، يرى بعض المتتبعين أن جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة تتحمل بدورها جزءاً من هذا الغياب البروتوكولي، لاسيما أنها تستفيد من دعم مالي سخي من طرف الجماعة.
وكان من الأجدر أن تبادر هذه الجمعيات إلى إحياء رمزية هذه المناسبات الوطنية، عبر تعليق لافتات أو تنظيم أنشطة رمزية، تعكس ارتباط الساكنة بثوابتها الوطنية وتشجع على إنجاح المشاريع التنموية.
هذا الغياب من طرف الجماعة، والذي اعتبره البعض “سباتاً عميقاً”، يثير التساؤلات حول مدى تفاعل المؤسسة المنتخبة مع المحطات الوطنية الكبرى، ومدى قدرتها على تجسيد انخراطها الفعلي في دينامية التنمية والاحتفاء بالرموز الوطنية، خاصة في حضور ممثل السلطة الإقليمية.