رصدت مصادر محلية مشهدا مثيرا للانتباه بجماعة سيدي بوصحاب، حيث اعتاد سائق سابق متقاعد أن يجلس بشكل يومي بإحدى المقاهي المحاذية لمقر عمالة اشتوكة آيت باها، ليقوم بدور “الوسيط” بين المرتفقين وبعض المصالح الإدارية.
المتقاعد الذي قضى سنوات طويلة في خدمة الجماعة، وجد في موقعه الجديد فرصة للتدخل في قضاء أغراض المرتفقين، مستغلا شبكة علاقاته ومعرفته بمسالك الإدارة. غير أن هذه الممارسة، التي يراها البعض نوعا من “الخدمة غير الرسمية”، تثير في المقابل أسئلة كثيرة حول حدود التدخل الفردي في شؤون تهم المواطنين والإدارة.
عدد من المرتفقين أكدوا أن حضور الرجل أمام مقر العمالة يمنحهم شعوراً بالاطمئنان، باعتباره “خبيراً” بخبايا الإدارة، فيما يرى آخرون أن هذه الظاهرة تعكس صعوبة الولوج السلس إلى الخدمات العمومية دون الحاجة إلى وساطة أو تدخل شخصي.
وتبقى الظاهرة في كل الأحوال دعوة مفتوحة للتفكير في تحسين طرق الاستقبال والتوجيه داخل المؤسسات العمومية، بما يحفظ كرامة المرتفق، ويحد من مظاهر الوساطة التي قد تتحول مع مرور الوقت إلى قاعدة غير معلنة.