تعيش مدينة إنزكان خلال السنوات الأخيرة على وقع تراجع ملحوظ ومثير للقلق في مستوى الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، بعد أن كانت إلى وقت قريب تعد من المدن النشيطة والفاعلة في المشهد الجهوي، بفضل دينامية جمعياتها ومبادرات فنانينها ورياضييها، وانخراط عدد من الفاعلين في تنشيط المدينة ثقافيًا.
هذا التراجع، الذي أصبح حديث عدد من المهتمين والمتتبعين للشأن المحلي، تُرجم بغياب شبه تام للتظاهرات الثقافية والفنية الكبرى، وتراجع عدد الأنشطة الرياضية المؤطرة، مقابل صمت الجهات المسؤولة، وفتور واضح في أداء المجلس الجماعي لانزكان والمصالح المعنية.
ويعزو عدد من الفاعلين الجمعويين هذا الوضع إلى غياب إرادة سياسية حقيقية للنهوض بالثقافة والفن والرياضة في المدينة، بالإضافة إلى انعدام رؤية استراتيجية واضحة، وعدم مواكبة المواهب والطاقات المحلية، التي أصبحت في كثير من الأحيان تبحث عن فضاءات بديلة خارج المدينة.
كما يُسجل متتبعون محليون ما وصفوه بـ”التهميش المؤسساتي للعمل الثقافي”، سواء من حيث الدعم المالي أو توفير البنيات التحتية اللازمة لاحتضان الأنشطة (مركبات، قاعات، ملاعب، مسارح، فضاءات فنية…)، فضلا عن ضعف التواصل مع الجمعيات الفاعلة، وغياب الشراكات المنتجة.
في الجانب الرياضي، تطرح تساؤلات حول مآل عدد من الفرق المحلية التي كانت تُشرف المدينة في مختلف البطولات، لكنها أصبحت اليوم تنزل لأقسام العصبة سنة بعد سنة وتعاني من قلة الإمكانيات، وغياب الدعم الحقيقي، وافتقارها لظروف الاشتغال اللائقة.
وبين مشهد ثقافي راكد، وحياة فنية غائبة، ومشهد رياضي يصارع من أجل البقاء، تبدو إنزكان في حاجة ماسة إلى صحوة مؤسساتية وجمعوية، تضع التنمية الثقافية والرياضية في صلب أولوياتها، وتعيد للمدينة بريقها الذي بدأت تفقده شيئا فشيئا.