يُعتبر الكمّون ثاني أكثر التوابل شعبية في العالم بعد الفلفل الأسود، وينتمي إلى فئة التوابل العطرية التي تُستخدم على نطاق واسع في النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، وشمال مصر، وإيران، والهند.
ويتميّز الكمّون بتعدد استخداماته، إذ يمكن إضافته إلى العديد من الوصفات، كما يمكن مزجه مع توابل وأعشاب أخرى لإضفاء نكهة مميزة على الأطباق المفضلة.
وإلى جانب استعمالاته في الطهي، ثبت أن للكمّون تأثيرات طبية قوية؛ فقد استُخدم منذ زمن طويل في أنظمة الطب التقليدي لعلاج أمراض مثل السكري واضطرابات الجهاز الهضمي، كما يُساهم في خفض مستويات الكوليسترول ودعم التحكم في الوزن، وذلك وفقًا لموقع MDPI.
مصدر غني بالعناصر الغذائية
يُعد الكمّون مصدرًا جيدًا للحديد غير الهيمي (النباتي)، إذ توفّر ملعقة كبيرة منه حوالي 22% من الاحتياج اليومي للحديد. ويُعد الحديد معدنًا أساسيًا لإنتاج الهيموغلوبين، البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين في الجسم. كما يلعب دورًا مهمًا في وظائف الخلايا، والنمو، والتطور، وإنتاج الهرمونات.
بالإضافة إلى الحديد، يحتوي الكمّون على كميات أقل من عناصر غذائية أخرى مثل الكالسيوم، الذي يُساهم في دعم صحة العظام، والمغنيسيوم، الضروري لاستجابة الجسم للتوتر، ووظائف الأعصاب، وتنظيم مستويات السكر وضغط الدم.
ويمكن تناول الكمّون بجرعات تتراوح بين 1.5 و3 غرامات يوميًا ولمدة تصل إلى ستة أشهر. كما يُوصي اختصاصيو التغذية بتناوله ثلاث مرات في اليوم للحصول على فوائده الصحية.
ما هي فوائد استخدام الكمّون؟
بحسب موقع “صحتك”، يحتوي الكمّون على مجموعة من العناصر الغذائية المهمة التي تُساهم في دعم الصحة العامة، منها:
1- غني بمضادات الأكسدة
الكمّون مصدر غني بمضادات الأكسدة، التي تلعب دورًا في الوقاية من أمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
وتشير أبحاث نُشرت على موقع ScienceDirect إلى أن تناول الكمّون قد يُساعد في تقليل مؤشرات الإجهاد التأكسدي، وزيادة الدفاعات الطبيعية المضادة للأكسدة، والحماية من تلف الأنسجة.
2- يُخفّض مستويات السكر في الدم
أظهرت مراجعة شملت ثماني دراسات أن تناول مكمّلات الكمّون يُحسّن من حساسية الأنسولين، ويُخفض مستويات السكر في الدم أثناء الصيام، إضافة إلى تحسين مؤشّر السيطرة على سكر الدم على المدى الطويل (HbA1c).
3- يُقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب
تشير الدراسات إلى أن الكمّون قد يتمتع بخصائص تساعد على خفض مستويات الدهون في الدم، مما يُساهم في الوقاية من أمراض القلب.
ففي مراجعة لثماني دراسات، تبيّن أن المشاركين الذين تناولوا مكمّلات الكمّون بجرعات تراوحت بين 25 و2000 ملغ يوميًا لمدة تتراوح بين 8 و24 أسبوعًا، شهدوا انخفاضًا في مستويات الدهون في الدم، بما في ذلك الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية، إلى جانب ارتفاع في مستوى الكوليسترول الجيد (HDL)، وهو ضروري لصحة القلب.
كما أظهرت الدراسة أن تناول مكمّلات الكمّون لأكثر من ثمانية أسابيع قد يُساعد في خفض الكوليسترول الضار، المرتبط بمشكلات قلبية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وفي دراسة أخرى نُشرت على موقع ScienceDirect، تبيّن أن النساء اللواتي يُعانين من زيادة الوزن أو السمنة، وتناولن 3 غرامات من الكمّون المطحون مع الزبادي مرتين يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ضمن نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، شهدن انخفاضًا في مستويات الكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية، والكوليسترول الضار، مع زيادة في الكوليسترول الجيد.
4- يدعم التحكم في الوزن
تشير بعض الأبحاث إلى أن الكمّون قد يُساهم في فقدان الوزن من خلال آليات متعددة، منها تقليل استهلاك السعرات الحرارية عبر تعزيز الشعور بالشبع بعد الوجبات، وإبطاء عملية الهضم.
وقد تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في الكمّون في تقليل كتلة الدهون.
وخلصت دراسة أخرى إلى أن مكمّلات الكمّون كانت فعّالة في خفض مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومحيط الخصر.
5- يُساعد في علاج الربو والتهاب الشعب الهوائية
بحسب موقع “صحتك”، يحتوي الكمّون على مزيج طبيعي من الكافيين والزيوت العطرية، ما يجعله مضادًا فعّالًا للاحتقان، ويُخفّف من أعراض الربو والتهابات المجاري التنفسية.
كما يُساعد الكمّون في تسهيل طرد البلغم والإفرازات المخاطية من الجهاز التنفسي، من خلال العطس أو السعال أو التقيؤ المخاطي.
ما هي مخاطر استهلاك الكمّون؟
رغم فوائده العديدة، يُعدّ الكمّون آمنًا عند استهلاكه بكميات معتدلة، غير أن تناوله بكميات كبيرة قد يؤدي إلى آثار جانبية لدى بعض الأشخاص، مثل اضطرابات المعدة.
كما قد يتسبّب في ردّ فعل تحسّسي خطير لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الكمّون، وهي حالة تُعرف باسم “صدمة الحساسية” أو “التأق”، وتستلزم عناية طبية فورية.
