في الأيام الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل شائعة مفجعة تزعم وفاة مدربة الحيتان “جيسيكا” بطريقة مأساوية على يد حوت قاتل أثناء عرض بحري، ما أثار موجة حزن وتعاطف واسعة، خصوصًا بين المتابعين في المغرب والوطن العربي.
انتشرت مقاطع قصيرة وعناوين مثيرة مثل: “ماذا حدث لجيسيكا؟” و “الفيديو الكامل لمدربة الحوت”. صاحبها موسيقى حزينة ونصوص مؤثرة، مما جعل كثيرين يصدقون القصة دون تردد.
لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا: جيسيكا لم تمت، بل لم تكن موجودة أصلًا. الصور والفيديوهات التي شاهدها الملايين تم إنشاؤها بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع نصوص مكتوبة بأسلوب يوحي بأنها تقارير إخبارية حقيقية.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة أيضًا سلسلة من الشائعات المرتبطة بالدلافين والحيتان، ومنها الربط الخاطئ بين “مدربة الأوركا” وقصص أخرى عن فنانين بريطانيين، وكلها بلا أساس.
الحقيقة أن الدلافين التي نشاهدها في العروض ليست حرّة كما نتصور؛ فهي محبوسة في أحواض أو بحيرات صغيرة، تُطعم من يد البشر مقابل أداء حركات محددة، أشبه بقطيع مجبر على الطاعة. هذه ليست علامات وفاء أو ذكاء حر، بل نتيجة تدريب صارم لأجل الترفيه وجني الأرباح.
أما الوفاء الحقيقي، فهو ما نراه عند الحيوانات التي تعيش بحرية وتتفاعل مع الإنسان برغبة صادقة، لا تحت ضغط أو إجبار.
هذه القصة تذكّرنا بأمرين مهمين:
1. ضرورة التحقق من الأخبار قبل نشرها أو مشاركتها، خصوصًا في زمن أصبح فيه المحتوى المزيف يبدو واقعيًا للغاية.
2. الوعي بأن ما نراه في العروض ليس دائمًا الحقيقة الكاملة، سواء كان خبرًا إنسانيًا أو مشهدًا ترفيهيًا.
#أخبار_مزيفة #الذكاء_الاصطناعي #التحقق_من_الأخبار #الدلافين #الحيتان